من المفيد أن نعرف كيف سيبدو شكل مستقبل مجموعتنا الشمسية ..ولكنه مرتبط دائما بمصير الشمس..فما هو مستقبلها ؟
كما ذكرنا سابقاً فإن اغلب النجوم في الكون هي نجوم في مرحلة النسق الأساسي..أي أنها تقوم بتحويل الهيدروجين إلى هيليوم في تفاعلات دمج نووي, ولكن ماذا بعد استنفاذ كل الهيدروجين الموجود بقلب النجم ؟
هنا تأتي المرحلة التالية ..
الشمس ومعها كل النجوم التي لها كتلة تبدأ من (0.3) ثلث كتلة الشمس، إلى ثمان مرات كتلة الشمس ستتحول في نهاية حياتها إلى عملاق أحمر .. النجم يبدأ بالتحول إلى مرحلة العملاق الأحمر عندما يستنفذ كل الوقود الموجود بقلبه من الهيدروجين .
طوال حياة النجم توازن جاذبية النجم إلى الداخل , قوى الضغط الى الخارج التي تتسبب فيها التفاعلات النووية..ولكن عند إستنفاذ كل الهيدروجين الموجود بقلب النجم و توقف الدمج النووي فإن الجاذبية تنتصر و تصبح لها اليد العليا فتقوم بضغط النجم ..جذبه إلى الداخل وتقليص و من ثم حجمه..
يتسبب هذا الإنكماش المفاجيء للنجم المفاجيء في مزيد من الضغط في قلب النجم وكذلك إرتفاع هائل في درجة الحرارة .
هذا الإنكماش يأتي بطبقات خارجية تحتوي على الهيدروجين إلى الداخل بالقرب من القلب المُكدس بالهيليوم ,هناك تكون درجات الحرارة والضغط مناسبين لإستكمال دمج الهيدروجين مرة أخرى في منطقة محيطة بقلب النجم وعودة التفاعلات النووية مرة أخرى..هنا يتضخم حجم النجم بشكل كبير..
النجم أثناء مرحلة العملاق الاحمر يصل حجمه لما بين 100 مرة إلى 1000 مرة حجم الشمس.
شمسنا ستمر بهذه التغيرات جميعاً في غضون 5.4 مليار سنة من الآن ..ولكن ماذا عن القلب الجديد للنجم و المكون من نفايات التفاعلات النووية: الهيليوم ..ألن يتمكن النجم من الإستفادة به؟
شمسنا لديها الكتلة الكافية التي ستمكنها من الوصول بدرجة حرارة قلبها (والمكون من الهيليوم وقتها) إلى 800 مليون درجة كلفن..وهي درجة الحرارة الكافية لدمج الهيليوم.
النجم يقضي ما بين الاف السنين إلى مليار سنة كعملاق أحمر .. ولكن لاحقاً فإن المخزون المتراكم في قلبه من الهيليوم سينتهي ويتوقف الدمج النووي مرة أخرى .. هنا ينهار النجم على نفسه بفعل جاذبيته أيضاً مرة أخرى..نعيد الكرة مرة أخرى !
هذا الإنكماش الجديد للنجم سيتسبب في أن تصل طبقة أخرى من الهيليوم إلى قلب النجم أثناء انهياره .. عند هذه النقطة يبدأ الهيليوم بالاندماج مرة أخرى و لكن الناتج هذه المرة سيكون إيذاناً بنهاية حياة النجم.. فالطبقات الخارجية للنجم يتم قذفها للخارج على شكل سُحب عملاقة من الغازات تُعرف بإسم "السدم الكوكبية" بينما يبقى قلب النجم المتكدس مشكلاً جثة النجم الميت .. "قزماً أبيض".
وهي المرحلة التالية في حياة النجوم التي لها مثل هذه الكتلة.