تخيل عندما تكون ملعقة الشاي تزن عدة أطنان ؟! نعم هذا حاصل فعلاً في القزم الأبيض .
القزم الأبيض .. إنها المرحلة التي يصلها النجم بعد مرحلة العملاق الأحمر.. إنه المصير الذي ستلقاه شمسنا في نهاية حياتها , هي وكل النجوم التي لها كتلة تبدأ من : ثُلث كتلة الشمس إلى 8 مرات كتلة الشمس .
إنها النهاية الحتمية لكثير جداً من النجوم في الكون وهو الامر الذي يشمل شمسنا و 97% من نجوم مجرتنا درب التبانة.
كما ذكرنا سابقاً أنه وبعد نهاية مرحلة النسق الأساسي والتي يتم فيها دمج ذرات الهيدروجين في حياة نجم له كتلة صغيرة أو متوسطة , فإن هذا النجم يبدأ في التمدد تدريجياً كعملاق أحمر , أثناء مرحلة العملاق الأحمر يبدأ النجم في دمج الهيليوم إلى كربون و أوكسيجين في قلبه..
في حالة النجوم التي لها كتلة الشمس فإن كتلة النجم تكون غير كافية للوصول بدرجة حرارة قلبه لحدود مليار درجة كلفن واللازمة لدمج الكربون , لذا فإن كتلة خاملة من الكربون والأوكسجين تتراكم داخل قلب النجم.. يبدأ بعدها النجم في بعثرة طبقاته الخارجية في الفضاء حوله مكوناً سديم كوكبي .. أما قلب النجم فينهار على نفسه بفعل جاذبيته ليصبح قزماً أبيض.
تذكر ما تحدثنا عنه سابقاً .. أن النجم أثناء دمجه للهيدروجين و كونه قادر على إجراء التفاعلات النووية بداخله فإنه يكون قادراً على موازنه جاذبيته التي تسحبه إلى الداخل , يوزانها عن طريق الضغط إلى الخارج والذي ينتج عن التفاعلات النووية في قلبه .
الآن ما من تفاعلات نووية تجري,لذا فإن الكلمة العليا هي لجاذبية النجم والتي تتسبب في إنهياره و إنكماشه بصورة مذهلة , تجعله واحداً من أكثر الاجرام كثافة في الكون.
نعم فالقزم الأبيض متكدس للغاية و عالي الكثافة بشكل مذهل .. كتلته تفوق أو تعادل كتلة الشمس بينما حجمه مقارب لحجم الأرض !
تخيل عندما تضغط جسم له كتلة الشمس أو أكبر في حجم ضئيل كحجم الأرض ..تخيل كثافة الجسم الذي ستحصل عليه !؟
جسم متكدس للغاية..ملعقة شاي من مادة القزم الأبيض تزن تقريباً 15 طناً !
أقرب الأقزام البيضاء إلينا هو القزم الأبيض : الشعرى اليمانية ب (Sirius B) ويقع على بُعد 8.6 ضوئية عنا .. وهو الرفيق الأصغر للشعرى اليمانية أ .